- جُرح .
لمحتُ بعَينيك شيئًا من الجفو، وفهمتُ بأفعالك ما لم يقُله فمك، فعلمتُ بعدئذٍ أنّك راجٍ بُعدي يا لَوز، وما علمتَ أنّني لا أحيا إلا بك وأن بُعدك قاتلي؛
لقد شققتَ بالحُب فؤادًا بالأمس كانَ يرمّمك، وعثيت بنياط قلبٍ كان بهِ منزلُك، ولمّا أزمعتَ على الفراق أردتُ قولًا أخيرًا منكَ يُعزِّيني في روحي التي فَقدتُ، فما كان قَولك كَلامًا، بل كان كِلامًا يَشق مجرى الألم من قلبي إلى مُقلتيّ؛
ولم أشأ أن أسأل لمَ، لأنّي أدرك أنني ما ضننتُ يومًا بودّي لك، وما كنتُ متخذ الناسَ عضُدًا دونكَ، ولأني أدركُ أن ضريبة الإهتمام المفرط هي الإهمال، اخترتُ الصمتَ فكأنّ الصمتُ حبلٌ يحزّ حنجرتِي؛
وبعد أن مَضى عامٌ، وبعد أن مَرّ المُر، ما فتِئتُ أذكر ذكرياتنا تلك، التي فيها كنتُ أسألك "إلى متى يا لَوز؟" وكنتَ تُجيب "إلى الأبَد يا سُكر".
للكاتِبة: سارة فَضل .