وحشةُ الغيابِ تحت ضوءٍ خافت
على مقعدٍ باردٍ تحت مصباحٍ خافتٍ، جلسَ الصمتُ يُحيط بها كعباءةٍ ثقيلة، كانت الأوراق المتساقطة حولها كأنها رسائلٌ من زمنٍ مضىٰ، تُذكّرها بمن كانوا هنا ورحلوا، ظلت تُحدّقُ في الفراغ، وكأنها تبحثُ عن أصداءٍ دفينة في عمقِ الضباب، الممرُّ أمامها كان طويلًا، يشبهُ امتدادَ الوحدةِ التي لا تنتهي، والمصباحُ المائلُ خلفها يروي قصةَ انتظارٍ بلا رجعة، كانت الروحُ ثقيلةً كأحلامٍ مُجهضة، والوقتُ يدور كساعةٍ بلا عقارب، حاولتْ أن تكتبَ علىٰ صفحةِ قلبها، لكن الحروفَ انطفأتْ قبل أن تكتمل، هنا في هذا الركنِ المنسيِّ، كلُّ شيءٍ يحكي عن الغيابِ، غيابُ الأمل، وغيابُ من يُعيد الحياة إلى هذا الصمتِ المخيف.
> *لـِ صابر يحيىٰ "الداهيه"*
Tags:
الخواطر