ثبات ظاهري
ما بالكِ اليوم؟ وجهكِ يبدوا شاحبًا، وصوتكِ به شيئًا.
أحقًا تسألني ما بالي، أم أنني أتوهم؟ وإن كانت تسأل فعن أي يوم، عن اليوم أم تقصد الأمس؟ لربما قصدت منذ أسبوع، لقد كنت مرهقة، أو ربما منذ شهر؛ لأنني لم أعد أتناول غذائي جيدًا، أو ربما تسأل عن عام كامل كنت فيه شخصًا آخر، بالله عن أي يومٍ تقصد بحديثها؟
حسنًا لقد تسائلت عن وجهي الذي لم تعد الابتسامة الصادقة مرسومة عليه، أعلم أن عينايَ يغزوهما السواد من قلة النوم، ووجهي باهتًا من قلة الغذاء، أتذكر أنني سألت ذات السؤال، لكن بصيغة أخرى وهي: وجهكِ لم يعد مشرقًا، تهربت من الإجابة حينها، الآن أأخبرها عن تلك الصراعات بجوفي والآلام التي تسكن جنبات صدري، أم أصمت حتى لا أتجرع ويلات الندم من حديثي؟
تسائلت عن صوتي أيضًا، منذ مدة تسكنه غصة لا تزول، غصة تشعرني بالاختناق الدائم الذي يثقل جوفي أيضًا، غصة أتذكر أنها في بعض الأحيان كانت كالخنجر على عنقي؛ حتى يبكيني أشد البُكاء، وفي الليالي التي تشبه تلك أنام وأنا متيقنة أنني لن أستيقظ وكم تمنيت، لكن ما أدركه الآن أنه لا يجدر بي أن أخبر أحد؛ ليقيني بأنه لن يتصور أحد مدى بشاعة تلك المشاعر ولن يهتم أحد.
طال صمتي كثيرًا لا أعلم بما أجيب، فمع كثرة التفكير الذي يرهقني مؤخرًا لم أجد جوابًا، أأخبرها أنني تألمت إثر سقوطي أرضًا؟ بالطبع لن أخبرها عن أن تفكيري كان سببًا، فلم أنتبه للطريق، أأكذب وأقول بخير كالعادة؟
بعد صمت لم يخلو من ضجيج رأسي، لم يخرج مني إلا تنهيدة لم تكن طويلة ولا قصيرة، لكنها لم تكن كافية؛ لتعبر عن نياط قلبي من الداخل، لم تكن كافية؛ لتعبر عن مدى تعبي الذي طال، هي لم تلحظه إلا اليوم؛ لأنني لم يكن لديَّ طاقة للتظاهر حتى، لقد كنت هكذا منذ عام، لكن اليوم لم يكن لديَّ طاقة لإخفائه.
في النهاية أخبرتها أنني بخير، وإنتهى ذلك الحديث بأكذوبة أخرى آمُل أن تغتفر هي وسابقاتها.
لـِ تـسـنـيـم صـدقـة «نِـجـمَـة»