جراحُ الأمَّة

 

    جراحُ الأمَّة


                                                



لرُبما في لحظةٍ غيرِ محسوبةٍ نحتضنُ أمانينا، وتتحقّقُ أحلامُنا البسيطة، ويسكنُ الأمنُ قلوبَنا، وتزورُنا راحةُ البال، لرُبما نُرزقُ السعادة؛ فنبكي فرحًا وسرورًا، لم أكن أَحلُم بأشياءٍ عصيّة، لكنَّني لم أَنَلْها بعد، وقد أكون لا أَنتظرُها أن تَحدث؛ لأنَّني أدرَكتُ أنَّها دُنيا لا تُعطي المرءَ ما يودّ، أو لعلّها لم تَحدث لشرٍّ لا أَعلَمه، لكنَّني لا زِلتُ أتمنّى وأدعُو أن يَحلَّ السَّلام، أن يتوقَّف نزيفُ فلسطين، فينامَ الأطفالُ بلا خوفٍ، أن يعيشَ الصغارُ طفولتَهم، أن تَلتقيَ الابنةُ أباها بعد أن فرَّقَهما الزمان، وتَعيشَ الزوجةُ في كَنفِ زوجِها مع أُسرتِها الصغيرة، أن لا يُنتهَك جسدُ امرأةٍ عفيفةٍ ولا طفلةٍ بريئة، أن يَعيش شبابُ المستقبلِ في وعيٍ لا جهلٍ يَغمرهم، فيَضيع شبابُهم في سفاسف الأمور، أن تَنهضَ الأمّة وتعودَ للقِمّة كما كانت، لقد غَرِقنا في قسوةِ العالم، أصبح تنازعنا على لاعبِ كرة في جدالٍ حادٍّ يُدافع كلُّ شخصٍ عن لاعبِه، وتركْنا الأمّة تنزِف دون أن يُداويَها أحد، بل تنتهِكها الذئابُ من كلِّ صَوبٍ على مَرأى أعيُنِنا، ونحن نجلس فقط نراقب، بل هناك من يُشجِّعهم ويُحارب معهم في مشايخِ أُمتِنا، لم يَعُد حديثٌ يُقال غير: "لَنا اللهُ في جراحِ الأمّة".


       تسنيم صدقة «نِجـمَـة».


إرسال تعليق

أفرحنا بتعليقك هنا

أحدث أقدم