كتاب "علم البيان: جماليات اللغة وأسرارها" – سمية حمادة

 

علم البيان: جماليات اللغة وأسرارها

"علم البيان" هو أحد فروع البلاغة العربية التي تهتم بتوضيح المعاني وتصويرها بأجمل الأساليب اللغوية. في هذا الكتاب، تقدم الكاتبة سمية حمادة دراسة تفصيلية لعلم البيان، وتناقش كيفية استخدام أدواته المختلفة مثل التشبيه، المجاز، الاستعارة، والكناية لجعل النصوص أكثر جمالًا وتأثيرًا.

الموضوعات الأساسية في الكتاب:

1- مقدمة في علم البيان

يبدأ الكتاب بتعريف علم البيان من حيث اللغة والاصطلاح، وشرح أهميته في البلاغة العربية باعتباره وسيلة لتوضيح المعاني وإبراز الصور الجمالية في النصوص الأدبية. كما يستعرض الكاتبة آراء البلاغيين والنقاد حول البيان، مثل عبد القاهر الجرجاني والجاحظ والقزويني.

2- نشأة علم البيان وتطوره

يتناول الكتاب تاريخ تطور علم البيان منذ العصر الجاهلي، حيث استخدم الشعراء الصور البيانية مثل التشبيه والاستعارة دون وعي نظري بها، مرورًا بالعصر العباسي حيث بدأ علماء مثل الجاحظ وعبد القاهر الجرجاني في وضع أسس هذا العلم، حتى أصبح فرعًا رئيسيًا في البلاغة.

3- أدوات علم البيان الرئيسية

يشرح الكتاب أربع أدوات رئيسية للبيان، وهي:

  • التشبيه: وهو عقد مقارنة بين شيئين يشتركان في صفة معينة، وينقسم إلى أنواع مختلفة مثل التشبيه التمثيلي، التشبيه الضمني، التشبيه المرسل، والتشبيه المؤكد.
  • المجاز: استخدام الكلمة في غير معناها الأصلي لعلاقة معينة، مثل المجاز العقلي والمجاز اللغوي، ويشمل المجاز المرسل الذي يعتمد على علاقات مثل السببية والكلية والجزئية.
  • الاستعارة: وهي تشبيه حذف أحد طرفيه، وتنقسم إلى استعارة تصريحية (ذكر المشبه به) واستعارة مكنية (ذكر صفة من صفات المشبه به دون ذكره نفسه).
  • الكناية: وهي تعبير لا يُراد به المعنى الحرفي للكلمة، وإنما يُراد به معنى آخر يُفهم من السياق، وتنقسم إلى كناية عن صفة، كناية عن موصوف، وكناية عن نسبة.


4- العلاقة بين البيان والبلاغة

توضح الكاتبة كيف أن علم البيان يشكل أحد أركان البلاغة الثلاثة إلى جانب علم المعاني وعلم البديع، حيث يهتم المعاني بمطابقة الكلام لمقتضى الحال، بينما يهتم البديع بالمحسنات اللفظية والمعنوية.

5- أهمية علم البيان في الأدب والإعجاز القرآني

يستعرض الكتاب أمثلة من القرآن الكريم والشعر العربي لإظهار كيف يُستخدم البيان في إيصال المعاني بطرق مؤثرة، كما يبرز دوره في تحليل الإعجاز القرآني من خلال صوره البلاغية الفريدة.

الخاتمة

يؤكد الكتاب على أن علم البيان ليس مجرد أداة تجميلية، بل هو وسيلة أساسية لفهم وتحليل النصوص الأدبية والنصوص الدينية مثل القرآن الكريم، كما يشير إلى أهمية الاعتدال في استخدام الصور البيانية حتى لا يتحول النص إلى زخرفة زائدة تفقده معناه الأصلي.

🔹 يعد هذا الكتاب مرجعًا مهمًا للطلاب والباحثين المهتمين بالبلاغة العربية، ويوفر فهمًا متعمقًا لعلم البيان وأدواته الأساسية.


إرسال تعليق

أفرحنا بتعليقك هنا

أحدث أقدم