نفسٌ تأبى الاستسلام
في لحظاتٍ من الصمت القاتل، تشابكت الأحداث المبرحة في ذاكرتي، وأحدثت انهيارًا في أرجائي، هطلت دموعي كأنها سديم ينبع من الحنظلِ، تحسست قلبي؛ فوجدته متحطمًا في غياهبِ الذكرياتِ، كأنه شجرةً تشعبت أغصانها، وسقطت أوراقها مُعلنةً استسلامها، وأصابها خريفٌ سرمدي، أردتُ أن أقاوم ظلمتي، أبى قلبي أن يستمع إليّ؛ فقد خُذل من سُكانهِ، لم يُرد لهم شرًا، وهم أرادوا به سوءًا، رحلوا وتركوا وراءهم ندوبًا لن تبرأ، والقلب منهم تكأكأ، لقد خارت قواي... بعد أنين شهدته جدران غرفتي، حاولت النهوض؛ فلم أستطع حتى أن أحرك إصبعًا من أصابعي، وبعد تنهيداتٍ لا حصر لها، حدثت نفسي قائلةً: إلى قلبي الذي أنهكه الكمد بدون شفقة، وتكالبت عليه أطلال الزمان، دعك ممن خذلوك، وانفض غبار العالم عنك، قم؛ ففي قلب كل خريف ربيع نابض؛ فأزهر، ووراء كل ليل فجر باسم؛ فأشرق.
آية عبدالرزاق