*الهاوية
*
أجلس شاردة الذهن، أنظر لسقف غرفتي وأتسائل: إلى متى سأظل هكذا، ولا يرافقني غير هزائمي؟
الهزيمة الأخيرة كانت القاضية، سابقًا، كنت أقاوم ضعفي، وحزني، وألمي، كنت أقف وأعود للحرب مجددًا كمحارب مناضل يسعى لنصر مدينته، هذه المرة، اخترقت الأسهم قلبي وأعجزتني عن الحراك، عدت مثقلًا محمل بالخيبات، عدت بالكاد أحمل أنفاسي، لا أستطيع الوقوف، لقد تركت سيفي والمعركة، وآخر ما أتذكره أنني جثوت على ركبي أقاوم السقوط، فلم أستطع، دموع حارقة تسيل، ذقت قهر الرجال هناك، عدت بجسدي، لكن عقلي وقلبي لم يعودا، عدت غريبًا عن الديار أسأل عن هويتي،
من أنا؟
وأين أنا؟
ما وجهتي؟
وأين الطريق؟
كنت تائهًا، ضالًا عن مرادي، وعينايَ وحدها تسرد الحكاية، تخبرهم عن مرارة الهزيمة، تحكي لهم عن اللحظة الأخيرة لمحارب عاش عمره يقاوم، لقد نطقت بما لم يستطع أن يتفوه به فمي، أتذكر لحظة سقوطي، كنت كشخص سقط من قمة جبل، وآخر ما فعله صرخة مدوية هزت أرجاء الكون، ولم يكن يدري أنها الهاوية.
> تسنيم صدقة «نِـجـمَـة».