خلف الستائر
أيا جالسًا على عرش الحق، مُمسكًا بميزان العدالة، مُتخفيًا خلف ألسنة الحكمة والنزاهة، تُسدلُ ستار الطغيان باسم الإنصاف، وتبثُّ سُمَّك على هيئة شرعٍ وقانون، وكُلما دقت مطرقتُك، انطلق حُكمٌ نافذٌ كريحٍ عاتيه، لا تحمل في طياتها إلا الهلاك، تسري كداءٍ خبيث بين ثنيايا الأوطان، تتغلغل في الأرواح، حتى لا يبقى للحق موطئ قدم، فتكون نقطة التحول التي تُغرِق البلدان، دون أن تُلقي لهم أي طوق نجاة، من عدلٍ مُزذهر، إلى ظُلمٍ مُستشرٍ، كرياحٍ سوداء تتسلل مع الهواء، يستنشقها كل مُشتاق على أنها نسمات الحُرية؛ ليتفاجئ بسوادٍ يعُّم جوفه، ويأسٍ يستبد روحه؛ فيتحول من سجين في وطنه، إلى أسيرٍ لِعبث قُضاه محكمتك، كطائرٍ صغير يتعلم التحليق، ومع أول انطلاقة بين سُحب السماء، يقع قتيلًا بين يدي صيادٍ لا يرحم، فَتُقهَر عائلة بأكملها، ويزداد كُرهها لوطنٍ لم ينصفها، بل صارت له العدالة سلاحًا بيد الظُلم، تُزهق به الأرواح، وتُكسر به الأحلام، فيا ناطقٍ بحقٍ يحمل بين ثناياه الجَور، ألن تُحقق القسط بين الأناس؟
لِـ چُودِي مُصْطفىٰ "ايسون".
Tags:
الخواطر