دروب العدالة الملتوية

 دروب العدالة الملتوية



في دروب العدالةِ الملتوية، حيث يُظن أن القاضي هو ميزان الحق، يتجلى وجهه المزدوج، ناصعًا كالنور في العلن، حالكًا كالعتمة في الخفاء، وينغمس في دياجير الظلام عند الغياب، جورٌ يتدثّر بوشاح الحكمة، وغدرٌ يختبئ خلف وعود الإنصاف، حتى يصبح الملجأ مَهلكًا، والشكوى سيفًا مرتدًا على صاحبها، يسير المظلوم في سراديب هذا العالم، يبحث عن يدٍ تنتشله من ظلمات القهر؛ فلا يجد سوى أبوابًا موصدة، ووجوهًا زائفة ترسم ملامح الرحمة، أين المفرّ إن كان القاضي جلادًا، والملاذ كمينًا؟ كيف يستقيم ميزان العدالة إن مال ثقله إلى من يملك النفوذ، لا إلى من يملك الحق؟ لكن الله ليس غافلًا، وإن أرخى الزمن حباله، فثَمّة عينٌ ساهرة تُحفظ فيها الأنينات المتوارية، وتُرصد فيها القطرات المُنسكبة، وتُوزن الأمور بمكيالٍ لا تميل به النزوات، وإن انطمس الأثر في دروب الفناء، فإن له يومًا تُكشف فيه الوجوه، وتُفضح فيه السرائر، حيث لا تمييز إلَّا للحق، ولا قوة إلَّا للعدل، ولا سلطان إلَّا لمن لا يُظلم عنده أحد. 


 گ آية شورة ~سكون~

إرسال تعليق

أفرحنا بتعليقك هنا

أحدث أقدم