حوار صحفي مع الكاتبة سندس عادل
"تترك العظيمات دائمًا آثارًا حولهن، وخلفهن، تخلدها كتاباتهن، وابداعاتهن، وموهبتهن"
أتشرف بعمل هذا الحوار معكِ
-الأسم؟
- سندس عادل عثمان.
-السن؟
-في السادسة عشر.
-لقبَك؟
-أُكُسُچِيِنْ.
-المحافظة؟
-القاهرة.
-الموهبة؟
-الكتابة، رسم.
-ممكن تعرّف نفسك فى بضعة أسطر؟
-لستُ مثاليًا، لكننِّي أحاول بذل جهدي؛ كي أصيرَ أفضل حالًا، رغبتُ أن أترك أثرًا لي فيما بعد، حينما يراه الآخرون يقتدوا بهِ، لا أن يتعظوا!
-ما الإنجاز الذي تفخر به؟
- شاركت بثلاث كتب ورقية، وأخرى إلكترونية، وتواجدت بالعديد من الكيانات، والمبادرات.
-متى بدأت فى مجال الكتابة؟
- منذُ ثلاث أعوامًا، ونصف.
-من وجهة نظرك بما يتصف الكاتب المثالي؟
-بمحاولته أن يحسن من أخطائه، وأن يكثر القراءة، والكتابة، والتدريب ثم التدريب، والتحدي مفيد للغاية.
-من الداعم الحقيقي؟
- العديد من الأصدقاء، لن أوفي حقهم بكلماتي، لكننِّي ممتنة بوجودهم.
-ما رأيك في جريدة نانيس؟
-هذه أول تجربة، ولن تكون الأخيرة، وسعدت بكوني متواجدة بصحفها.
-أضيفي بعض من موهبتك؟
أخذت القلوب تتصاقب مودة، تشكي الجوارح ما لا يحكيهِ اللسان، والعين تأبى الدمع، ترى ابن بِضعِ شهورٍ يُذبح بلا شفقة، والأمُ ما لها سوى البُكاء بحسرةٍ؛ لأنَّها ببساطة لا تمتلك حلًا!
نحنُ لا نعيش بمتعةٍ كغيرنا من الأطفال، وما كان ذلك حالنا تدري لِمَ؟
كان السؤال صعبَ المنالِ مهما أجاب، فلن يجدي نفعًا، نظرَ حولهُ مُبتلعًا ريقه بغصةٍ مريرة محاولًا الحديث:
- أرى دمعُ أُمِي تخشى فراقنَا، وأخي الرضيعُ بلا ذنب قد قصفْ!
فإن لم أكُن فلسطينيًا لأخترتُ أن أكون، فقد عِفتُ الحبَّ والعلاقات، وعشقتُ أرضنا الطاهرة برغم ما فيها من صِراع صامدة ضد العدو الصهيوني جامدة، لم يكن الحِملُ ذَفيفًا يومًا ما، لطالما كان الواقع يوقظني على حالٍ مختلف في كل مرة، وحينَ فتحتُ جفنِي الذي رفَّ لثوانٍ لا أعلم إن صارت دقائق معدودةٍ أم لا!
تفاجئتُ بأمي صريعة أثر إحدى الطلقات، وما إن حاولت إفاقتها، أو نزعها عنها، حتى وجدتُها طريحةً على الأرضية!
كَدْيت المودة عليَّ كنتُ طفلًا من المفترض أن يلعب مع أقرانهِ، فرأيت قساوة المشيب في عمري عجبًا!
أشتكي شُنوعَ حياتي، وعينايَ تحكي عن غيرِ الشَّنيع، في لحظة كاد النصر أن يكون حليفنا، وأخذ كلًا منَّا عانٍ له ليذله، وعلَّه ينتقم، ولو بقدرٍ قليل مما يواجهُ دائمًا، فإذا بالقصف يدمرُ الأهالي إلى أشلاء، وكأن قلوبهم بترت من أماكنِها، ألا يخافون أن ينال من أهاليهم؟
مرت عدة أيام بعد آخرِ حادثة، ولا أدرك ماذا أفعل؟
كان اليوم صاقرًا ساحقًا، وذريف الدماء منتشرة تصيبك بالشُمأزيزة لهولِ المنظرِ، ورائحة المسكِ تفوح شذاها، مما يهونُ عليَّ، بينما أسيرُ في الطرقات يشوبني الخوف من متقلِ العدو، إذ بي أرى ذاك الحقير فأى رأس الطفلة نِصفَين، وكأنَّ الرحمة لم تنبض، ولو إنشًا بقلبهِ، فهل لمُهِرق الدماء من شعورٍ؟
أبكي وهل يُجدي البكاء نفعًا؟
أراني شببتُ عن طَوقي وأنا ذو العشرِ من عُمرِي، عائلتي تفنى واحدًا تلوَ الآخر، ولا أملِكُ لنفسِي ضرًا، ولا نفعًا، لم يعد هناك ما أفقدهُ أهلي شهداء عند الله، وأنا لاحق بهم بإذنه، أمَّا عن موطني أرجو من اللهِ أن يصلح ما فيه، وأن لا يَفسد الباقي بفعلِ الكيان الصهيوني!
أودُّ أن أصرح عن شيء قبل فنايتي، فلستُ أدري كم بقي لي من الوقتِ؟
ولئِن أُريقت دمائي بفعل إسرائيلي، فداكِ يا فلسطين عليكِ السلام، والذي وددتُ أن أشعر بهِ داخلك لو لمرة، لكنَّ القدر لم يُرد!
بينمَّا كان يتحدث كانت يداه تنقش بِضعًا من العباراتِ على وريقة، وما إن انتهى حتى سقط القلم، فيبدوَ بأنَّ موعدهُ حان!
#سندس_عادل_أُكُسُچِيِنْ
-كلمة فى نهاية الحوار؟
- بإذن الله الحوار القادم أكون عملت كتاب فردي.