*حِينَ تَزْهَرُ الْأَنْفَاسُ فِي حِلْمِ الْلَيْلُ،بِجِوَارِ شُعْلَةِ الْحَطَبُ الْمُرْتَجِفَةُ،كُنْتُ أَنَا.*
حين تتنفس الأنفاس الحرة في حلم الليل، بجوار شعلة الحطب المرتجفة، كنتُ أنا... كنتُ أجلس في صمت مظلم، حتى إذا سمعت صوتًا يهمس اسمي، توجست أذناي إلى مصدر الصوت. كانت الليلة سوداء، والنجوم متناثرة كأنها دموع السماء. كانت لحظة السعادة قصيرة، إذ به يقترب مني، ومن ثم يجلس بجانبي. كان يحتضني بشدة، ويقول لي: "أين كنتِ؟ لقد أخذتي معكِ فؤادي، وتركتِ روحي لابحث عنكِ." صوته كان رقيقًا، وكلماته تملأ قلبي بالسعادة والشوق.
"كيف استطعت العيش دونكِ؟" سألني، بينما عيناه تبتسمان. "كنت أعيش بلا روح، كنت جسدًا بلا فؤاد. لقد اشتقت إليكِ، حب الجنين إلى حضن أمه." لم أستطع التفهيم بكلمة، مطلقًا. لقد كنت أسمع دون النطق. لا أستطيع الإدراك حقًا، هل حقًا هو هنا، وأنا بداخل أحضانه؟!
أصبحت الدموع تنغمر من عيناي، ولا أستطيع التحدث. زاد بكائي من جديد، ولم أفق إلا عندما صدمت بما تفوه به: "أحبك كثيرًا، ولن تجدي من يحبكِ مثلي، ولكن لا نستطيع البقاء معًا." سقطت كلماته تلك كدلوٍ من الماء البارد أثناء الشتاء. لم أستطع النطق حقًا. ظلت أنظر له، وتنغمر الدموع من عيناي، إلا أنه ذهب من أمامي، بعد وضع قبلة صغيرة على جفن الأيمن. تركني وذهب، تاركًا وراءه قلبًا مكسورًا ودموعًا لا تنتهي. لكن الحب يبقى في القلب، رغم الفراق والشوق.
گ/مــریم كریم/ بُـــومــةُ الْلَــيْـلُ