من الفشل إلى النجاح

 


" من الفشل إلى النجاح


أنا لوكاس، في السابعة عشر من عمري، أشعر دائمًا أنني شخص فاشل. لم أتمكن من فعل أي شيء بمفردي، وكان نطقي بطيئًا جدًا. كان أهلي يهتمون بأخي الأصغر فقط، وأشعر دائمًا أنهم لا يلاحظونني. أما أصدقائي، فكانوا يتنمرون عليّ باستمرار، وكانوا يرفضون التحدث إليّ أو اللعب معي. عندما حاولت الانضمام إليهم، كانوا يسخرون مني أو يتجاهلونني، مما جعلني أشعر بالوحدة والحزن العميق. لم يشعر بي أحد، حتى مدرسيّ الذين كانوا يعاملونني بقسوة.

في أحد الأيام، وأنا جالس في غرفتي أمام جهاز الكمبيوتر، فوجئت بشخص يظهر أمامي ينطق اسمي. التفتُ إليه بسرعة وسألته: "من أنت؟ وكيف دخلت غرفتي؟" فأجابني مبتسمًا: "أنا داغر. جئتُ لأساعدك وأكون صديقك المقرب." فرحتُ كثيرًا لما سمعت، وسألته بلهفة: "هل ستكون لي صديقًا؟ هل يمكنني الاعتماد عليك؟"

قال داغر بحزم: "نعم، سأكون صديقك. سأبدأ معك الآن وأساعدك في كل شيء. سأعلمك كيف تكون شجاعًا حتى لا يتنمر عليك أحد. سأعلمك أيضًا كيفية نطق الكلمات بشكل صحيح وأساعدك في مواجهة صعوبات الحياة. هيا، دعنا نبدأ!" كنت في قمة السعادة، لم أصدق أنني سأحصل على صديق حقيقي. بدأنا معًا، وكان داغر ينصحني دائمًا بكلمات حكيمة.

قال لي: "لكي تكون شجاعًا، يجب أن تنسى همومك وتدعم نفسك بنفسك. لا تنتظر الآخرين ليقدموا لك الدعم، بل اعتمد على قوتك الداخلية. حاول مواجهة مخاوفك، وقل لنفسك دائمًا: 'أنا أستطيع، أنا سأحقق أهدافي.' اختر أصدقائك بعناية، وابتعد عن أولئك الذين يقللون من شأنك. وإذا كنت بمفردك، لا تحزن، كن صديقًا لنفسك."

كنت أشعر كأنني غريق في بحر الحياة، ولكن داغر كان المنقذ لي. بدأت أتبع نصائحه، ومع مرور الوقت شعرت بالقوة والثقة. عندما جاء وقت الامتحانات، قررت أن أكون شجاعًا وخرجت من غرفتي للمشاركة. استمرت الامتحانات لمدة أسبوعين، وعندما ظهرت النتائج، كنتُ الأول على دفعتي! كان الجميع في حيرة، كيف لشخص مثلي، بطيء النطق، أن يحصل على المركز الأول؟ لكنني لم أهتم بما قالوا، وركزت فقط على هدفي. 

في كل ليلة، كنت ألتقي بداغر، وأحكي له عن يومي. عندما كنت أشعر بالحيرة أو أواجه صعوبة، كان يساعدني دائمًا. بمرور الوقت، بدأت أتحسن في نطقي وأصبح لديّ ثقة أكبر بنفسي. بدأت الأصدقاء يقتربون مني ويتحدثون إليّ، كما تغيرت معاملتي مع أهلي وأصبحوا يفخرون بي. كان معلموني يحبونني بسبب تفوقي الدائم.

ثم جاء يومٌ لاحظت فيه أنني لم أتعافَ تمامًا من مشكلتي في النطق، وكنت أشعر بالحزن الشديد. شعرت وكأنني خرجت من حلم. لكنني تذكرت كلمات داغر: "يمكنك أن تتغلب على صعوباتك وحدك. أنت من يصنع طريقك."

في ذلك اليوم، قررت أن أكون قويًا. خرجت إلى مدرستي، ورغم أن أصدقائي حاولوا التنمر عليّ، كانت المفاجأة الكبرى: صرخت في وجوههم بكل شجاعة، فخافوا مني! وفي تلك اللحظة، أدركت أنني قد تعافيت أخيرًا. شعرت بالسعادة العارمة لأن حلمي أصبح حقيقة.

بفضل العزيمة والإصرار، تحققت أهدافي. أصبحت مهندسًا، وسافرت حول العالم، وأنشأت أسرة جميلة. والآن، عندما أرى أطفالي أمامي، أدرك أنه لا يوجد شيء مستحيل. الإنسان قادر على تحقيق أي شيء يريده إذا امتلك الإرادة والاصرار. الحلم يتحقق عندما نؤمن به ونسعى لتحقيقه.


بقلم/مريم سعيد"حبيسةالماضي"

إرسال تعليق

أفرحنا بتعليقك هنا

أحدث أقدم