الدجن رفيقي


 الدجن رفيقي


سائرٌ في دربٍ مُتهالك، تتعرقل قدميّ كلما تحركت خطوة واحدة للأمام، وكأن الحياة عزمت أن لا تُذقني حلاوتها أبدًا، كنت ابن مُطيع كقطة صغيرة، أحبت صاحبها فباتت تُنصت إليه في أي شيء؛ كي لا يتركها ويكون مصيرها الشوارع القاسية، وكُنت أخًا قوي ومتن لا يميل، أُساند أشقائي كلما شعرت أن المصائب تواجههم، وكنت رفيق درب عظيم، كلما تقدمت للقمة أخذت صديقي معيّ، وكأنني طفل يخشى فقدان أمه، فيمسك بيداها أينما ذهب، ورغم ذلك ها أنا أعيش وحيدًا في تلك الحياة، كسمكةٍ تعلم أن صعودها للسطح سيؤدي إلى اصطيادها، فلجأت للقاع رغم برودته، فقد جعلتُ من الوحدة موطني، والعتمة دوائي، فهل لشجرةٍ أثمرت لثقتها بالربيع، فأتى الخريف وأسقط أوراقها، بأن تعود كما هي مجددًا؟ 


لِـ چُودِي مُصْطفىٰ  "ايسون".

إرسال تعليق

أفرحنا بتعليقك هنا

أحدث أقدم