من أي جرحٍ أستعيد ملامحي؟
هل من جرحٍ غمرته الأيام فمحت معالمه؟ أم من جرحٍ اخترق أعماقي فتركها باردة كالصمت؟ كيف لي أن أسترجع صورتي التي تلاشت بين خيوط الزمن، حين اختلطت الوجوه التي رسمتها على ملامحي، وصار كل جرحٍ جزءًا مني، وأنا لا أزال أبحث عن نفسي بين عثرات الأيام؟
أأستعيد ملامحي من جرحٍ كان بداية الطريق؟ أم من جرحٍ آخر كان النهاية؟ هل يعيد لي الزمن وجهي كما كان؟ أم أنني لم أعد أعرفه، بعدما مزقته الذكريات؟ أيمكن أن تعود الوجوه التي سكنتها، كما كان العطر يعود إلى الزهر بعد أن ينقض عليه الخريف؟ ما الذي تبقى من تلك الصورة، وأي جرحٍ سيعيد لي ما تبقى منها؟
ربما هو الجرح الأخير، الذي لا يندمل، هو الذي يعلمني أنني لم أكن يوماً كما كنت أظن، بل كنت مجرد لوحة تتغير كلما مرت الرياح.
مَرْيَم أَشْرَف