شتان بين ذاتي المُبهمة وجبروتي
سائر بين نوائب الحياة، أتخبط في أمواجها الهائجة، أُجاهدُ للعبور بسلام، لكن كيف أمضي وسط تعرقلات الزمان؟
وبين مُحاولتي للتقدم وصراعي للصمود، وجدتُ نفسي أسقط في فجوةٍ غائرة، كأنها هاوية لا قاع لها، أخذتني في جولةٍ عاتمة لا مفر منها ولا من نهايتها المحتومة، وحين هممتُ بالمقاومة، باحثًا عن برًّ آمن، وجدتُ خصمي أمامي، واقفًا بثبات، يرمقني بأعينٍ هادئة، يبث في أعماقي طمأنينة لم أفهمها، وفي تلك اللحظة تراخت أسارير عقلي، لأسقط خاضعًا في بئر ذكرياتي، لم أتوقع أن أواجه ذاتي في هذا العُمق، في قاع شروري ومخاوفي، لكن ما هذه السكينة التي اجتاحتني؟
وهُنا أدركتُ الحقيقة التي لطالما غابت عني، لم يكن قاع نفسي مُطلمًا كما ظننت، بل كان مُضيئًا كنورٍ خفي، كجنةٍ على الأرض، تعبق بروائح الأمل، كأنها بستانٌ واسع يفيض بالحياة، وفي تلك اللحظة تسلل اليقين إلى فؤادي، وأيقنت أن بحري رغم تلاطم أمواجه كان عذبًا، لا يشوبه تلوث.
لِـ چُودِي مُصْطفىٰ "ايسون".