مرَّ بنا الزمان

 مرَّ بنا الزمان



سرنا معًا يا رفيقي، فوق الزمن، أو ربما هو من سار فوقنا، لم ندرك حينها أن الرمل الذي كان ينزلق من بين أصابعنا لم يكن سوى لحظاتنا، وأن الريح التي اقتلعت أحلامنا كانت تهبُّ من أعماقنا نحن، كنا نبني من الفراغ جسورًا تمتد بين أرواحنا، ونحاول أن نمسك اللحظة الهاربة كالماء بين الكفين، أتذكر حين تلاقينا تحت ظل الكلمات؟ عندما ارتجفت يداك ونحن نختار نفس الرواية، وحين منحتني حق قراءتها أولًا، كأنك تمنحني حق الدخول إلى عالمك الداخلي؟ ثم وعدنا أن نتبادل الصفحات والأرواح معًا، مضى الزمن، أم أنه لم يمضِ؟ أكان عقدًا من الزمان، أم لحظة عابرة عالقة في أبدية لا تعرف الفناء؟ الوقت سرقنا، لكنه منحنا ذاكرة لا تفنى، المخاطر التي حاصرتنا لم تكن سوى نارٍ صهرت ما بيننا حتى اشتد الوثاق، والآن... أين أنت؟ هل تسمعني من حيث أنت؟ هل ترى السماء كما أراها؟ النجوم ما زالت هناك، لكنها تبدو أبعد، أم أنني أنا من تلاشى في الفراغ؟

أشعر بأنني أتحلل في الزمن، وأمتلئ بحنين لا شكل له، هل كنتَ حقيقة، أم كنتُ أنا أنظر إلى ذاتي في مرآة الوقت؟ أم أننا لم نكن سوى ظلالٍ تسير تحت ضوء القمر، تبحث عن شيء لا اسم له؟ أنا هنا الآن... وحدي، أو ربما معك في زمن آخر، لا أدري، الزمن دائري، ونحن نعود، ونتلاشى، وننتهي... دون أن ننتهي حقًا.


لـِ ندى العطفي

بيلا

إرسال تعليق

أفرحنا بتعليقك هنا

أحدث أقدم