ذاك الشعور المتغلغل في الأعماقِ

 ذاك الشعور المتغلغل في الأعماقِ



العشقُ ذاك الشعور المتغلغل في الأعماقِ، كالرِّهَافِ ينسلُّ إلى القلبِ دون استئذانٍ، يعتري الفؤادَ، حتى يغدو العَكْفَ عليه قَدَرًا لا مهربَ منه، هو ذاك التيهُ الذي يُلقي بصاحبه في لججٍ متلاطمةٍ من الأملِ واليأسِ، حيث تتكاثفُ الأحلام، وتتشظى كالمُغثَاءِ فوق ماءِ الحقيقةِ، سرابٌ يتراقصُ فوق سطحِ الإدراكِ، يوهمُ العطشى بالارتواءِ، فإذا بهِ خديعةٌ لا يطالها إلَّا الذابلونَ تحت وطأةِ الفقدِ، آهٍ يا قلب، أما آنَ لكَ أن تَصحوَ من الرَّغامَةِ التي أذلَّتكَ لها يدُ الخيبة؟ أتحزن على مَنْ كانَ ملاذ روحِك، ثم ارتحل كأنَّ العهدَ لم يَكُن؟ عَجَبًا لوجعِك الذي لا يعرف فكاكَ، كأنَّك عَكِفتَ على الجُرحِ حتى صارَ وطَنًا، ما أكثر الأوهام التي تهدهد قلوبَنا، وما أقلَّ الحقيقة حينَ تُسفرُ عن وجهِها القاسي! تمضِي الحياة، ولا أحد يُبقيكَ حيثُ تركك الحنين، ولا أحد يستحق أن يكونَ مِحرابَ جِرَاحِك، فلتكنْ كسَفينةٍ لفظها البحرُ إلى شطآنِ النسيان، لا تلتفتْ إلى أثرِ الموجِ على الرمالِ؛ فما جفَّ اليومَ سيمحوهُ غَد لم يأتِ بعد.


 گ آية شورة ~سكون~

إرسال تعليق

أفرحنا بتعليقك هنا

أحدث أقدم