ظِلالٌ من الماضي
في ليلةٍ دامسةٍ ممطرة، جلستُ وحيدةً، أقبض على قلبي كأنه يتلوى بين أناملي، أحدّق في الأفق البعيد بعيونٍ نازفة، تمتزج دموعي الحارقة بقطرات المطر الباردة، فلا أدري أيهما يذيبني أكثر، في صدري حروبٌ تضجُّ بلا صوت، كأنها أطبقت على لساني حتى بات البوح مستحيلًا، أمسك بدفتري المبلل، وكأن كلماتي التي لم تُكتب قد غرقت في صمتي، أشباحُ الماضي تتراقص أمامي كظلالٍ مرتعشة، تترنح مع أنفاس المطر، كأنها تقترب لتبوح بسرٍ قديم، لكنها تتلاشى قبل أن تنطق، تاركةً خلفها ظلالًا من وجعٍ لا يهدأ، يظل يغلي كبراكين ثائرة، مغطاةٍ بصمتٍ خانق، مقيّدٍ لروحي، كل شيء يصرخ بداخلي، يضجُّ كبركانٍ غاضب، لكن صراخي لا يتعدّى أسوار فكري، يُسمع كل شيء عدا صوتي، وكأن الألم قد قيدني في سجنه الأبدي، لا عزاء لقلبٍ صار أشلاءً، لا عزاء لجرحٍ غائرٍ كلما حاولت تضميده اتسع، ناثرًا في كياني ألمًا يتجدد مع كل شهقة، يا لخيبة أملي، ظننتُ أنني نجوت، أنني تجاوزت، لكن الجُرح يأبى إلا أن ينزف من جديد، يسحبني إلى الخلف، يُحكم قبضته على روحي، حتى خشيتُ أنه سيقضي عليّ، أخبروني كيف يُجبر كسرٌ لم يبقَ منه إلا رمادٌ بعثرته الأيام، وغبارٌ ضائع في العدم؟.
گ/ أماني محمد "حور"
دمتي مبدعة دائمًا
نصك وايد جميل استمري لديكِ المزيد بالتأكيد