تأملات في مصير الروح والزمن

 تأملات في مصير الروح والزمن



تتجسد معاناة الروح في سجنٍ غير مرئي، حيث تتداخل القيود مع الأفق الكوني، وكأنها خيوط القدر تلتف حول المعصمين لتمنع الانطلاق، إنها قيود ليست من حديد، بل من نور، كأنها تحاول إقناع صاحبتها بأنها ليست سجينة، بل محاطةٌ بسرابٍ من الوهم، عيناها المرفوعتان نحو السماء تخاطبان المجهول، تبحثان عن إجابة، عن مخرج، عن انفراجة تذيب هذه الحبال المضيئة التي تقيّدها دون أن تؤلمها، فهل القيود الحقيقية تُفرض علينا، أم أننا نحن من يحيكها حول أنفسنا؟، ربما تكون تلك القيود انعكاسًا لمخاوف دفينة، لسجونٍ نصنعها داخلنا قبل أن يحيطنا بها الواقع، لكنها، رغم بريقها الخادع، لا تستطيع إخماد شرارة الأمل المتقدة في عينيها، وكأنها تؤمن بأن الضوء، مهما كان شكله جذاب، لا بد أن يقودها يومًا إلى الحرية.


لـِ/شمس سيد

إرسال تعليق

أفرحنا بتعليقك هنا

أحدث أقدم