معلول القلب الكاتبة إسراء-عصام-الدين"بريق"

 

معلول القلب

لقد دُسَ بقلبي الجرعات المهولة من الحزن والخزي، وحُقِنت روحي بالإحباط، وبلغ الهم حد العنان، كل شيء مريت به في أول مذاقه حلو، وآخره علقم في الحلق، ومن كثرة ما تراكم بداخلي كسيل عارم يفيض بداخلي، ولكن عاجزة عن البوح به؛ لأنه يذبح قلبي قبل أن يحمله لساني؛ فيأبى أن يستطيع النطق به؛ فأصبحت أبكم عن ما يجول بالقلب، وأصبحت أهوى العزلة، فتعرضتت لكثير من النظرات الحادة التي تحمل اللوم على عزلتي، وكائبتي، وكأني أنا من فعلت ذلك بنفسي؛ فزادتني جرحًا حتى سالت دمعي فأصبحت لا أطيق تحمل النظر لأحد؛ فغلقت عينايّ عن كل مَن حولي، ولا أطيق سمع همساتهم وهم يلوموا ويعابوا على ما أنا وصلت له، وهم لم يعلموا شيءً عن البركان الذي ينهشني من الداخل؛ فأغلقت أُذني بيدي فلا تطيق أُذني تحمل كل هذا؛ فأصبحت أنا الضرير القوي على الرؤية، والأصم القوي على السمع، والأبكم القوي على التحدث، فأنا ضرير وأصم وأبكم القلب وليس الحواس.


إسراء-عصام-الدين"بريق"

1 تعليقات

أفرحنا بتعليقك هنا

أحدث أقدم