طفت على السطح في السنوات الأخيرة معضلة خطيرة لتفضي بنا لإشتداد أزمة الفقر الأخلاقي.
منذ أن أغلقت المدارس الحكومية والخصوصية أبوابها في وجه تلامذتها ماعاد أصحاب المستويات الإشهادية كالثالثة إعدادي، الأولى باكالوريا وكذا الثانية باكالوريا لحدود الساعة ليس هنالك ما يدعوا للقلق والحذر بيد أن الأمر يبدأ خلال مرحلة الإستعداد الإختبارات تصبح الشبكة العنكبوتية سرك تهريج بين واحد يحبطهم بقول لن تنجح، وواحد ينشأ فيديو يتحدث فيه بطريقة ساخرة عن تصريحات تلاميذ سبق لهم وإن اجتازوا المراحل الإشهادية أو حتى لو يبلغوها فقط بغية إحباطهم و ثنيهم على المراجعة قد تظنون أن فعلهم ضرب من العبث بيد أنه وللأسف ظنكم قد خاب فقد أثمر فعلهم اللعين تلاعبوا بالعقول هدوا الأمم…
لهذا أصبحنا نشهد فريقين متناحرين؛ فريق يقول لم ندرس شيء وفريق يقول كان سهلا، أولياء أمور يشتمون الوزارة متناسين أن ابنائهم جثث هامدة تدرس يسهرون الليالي وهم يرقصون على تيك توك وفي الصباح يكاد المُدرس يجن فلا طاقة له لمحاسبة موتى.
و الغريب في الأمر أن هناك بعض المتطفلين السفهاء الدين يحسبون أنفسهم يحسنون صنعا يمسك هاتفه ويبدأ في توثيق ردات فعل مصطنعة وأخرى عفية وأخرى تمرر رسائل مشفرة… .
أفضل أن أسميهم ذباب الجرائد فهم عار على أن يكونوا قنوات ناقلة لواقع الشعب بقدر ما ينقلون الفكر المنحط بتزويقه بصعوبة الإمتحان و الشذوذ الجنسي بأنه من حرية الجميع التعلم وأن التحرش الذي أضحى عملة ساري بها العمل بذريعة أن الفتاة الموجودة في لجنة الحراسة جميلة.
بربكم يا قوم أنتم وأنا وكلنا على دراية بخطورة الفايروس الذي يشق طريقه ليهدنا. أنتم تعلمون أن أول خطوة للإطاحة بأي شعب يجب أن تشل ذاكرته الأخلاقية و الدينة وبعد ذلك أصبحت حضارته من المُسلمات. اكتسح في اليومين المنصرمين فيديو لشاب جزائري يتحدث بحرقة كاشفا المستور الذي أنا وأنت نعلم أنه خطأ لكن لم يجرأ أحدنا على الحديث عنه مخافة الإنتقاد الغير بناء. لأننا نخاف الإختلاف نحن قوم نخاف التغيير ونعشق التقليد.
إذ كان كلامي قد لامس ضميرك المغتصب عزيزي ولي أمر الجيل الفاسد حسب قولكم أضع بين أيدي سيادتكم مخطط فعال تم خطه قبل أربعة عشر قرنا فعال و مظمون للنهوض بأية أمة قال ربك في كتابه ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
لهذا يجب أن نبدأ بذواتنا وأن نعلم أن المقصود بكل توجيه أنا قبل أنت عندما أصلح ذاتي أصلح دائرة تأثيري لتصلح هي صانعها- المجتمع- .
