رحمة الرياح

 *رحمة الرياح*



كنتُ معلّقًا في شجرة الهايبيريون، أراقب العالم من أعلى كأنه حلم لن ينتهي، فأصبحت جزءًا من أمٍّ عظيمة تحتضن الآلاف الأورق مثلي، فجأة، آتت عاصفة من السماء بريح ترابية ضخمة، هزّت الشجرة وألقتنا في فضاءٍ لا حدود له، كنت أسقط من السماء كأنني أسقط من طائرة عالية، أرى المنازل، الصخور، والأشياء المتجمدة، وأفكّر في مصيري، هل ستتحطم أجزائي؟ أم سينتهي أمري بهدوء؟ أم سأترك أثرًا لا يُمحى؟

بين دوّامة من القلق والرجاء، دعوت الله بصوتٍ صامت: "يا رب، كن رحيمًا بي، احمني من هذا المصير القاسي."

 وكأن استغاثتي تحققت، حملتني عاصفة رياحٍ خريفية، فغيّرت مساري بعيدًا عن الصخور، بعيدًا عن الهلاك، ووضعتني برفق في مكانٍ هادئ خالٍ من الصدمات، هناك، انتهت معاناتي، لا كسقوط، بل كإعادة ولادة جديدة، حملتني الرياح برفق، وكأنها أعادت لي حياة كنت أظنها قد ضاعت أو انتهت.


گ_محمد_حسن

إرسال تعليق

أفرحنا بتعليقك هنا

أحدث أقدم