ما الذي تعنيه يا أحمق؟ هل تعلم صحة ما تقوله جيدًا؟
فتبسم الآخر قائلًا: لست أحمقًا لتلك الدرجه فلتستمع، والتحكم بما تريد حينها.
___________
بدأ الأمر عندما إلتقيت أغرب شخص قابلته عيناي في الحياة إنه عالم الفلك (برفسور ألجمتكس) العالم النرويجي الأشهر هناك، أرسل لي رسالة مريبه مخبرًا إياي أنه يود مقابلتي في نُزُلٍ ما، في الحقيقه لا أتذكر هذا المكان كثيرًا، ولكني أتذكر الأحداث التي حدثت به.
في بداية الأمر سافرت إلى المكان الذي أتفقنا أن نلتقي بع، ولكن أغرب ما أتذكره هو وجوه الناس الباسمة بمجرد رُأيتهم لي كأنني منقذ جاء لإنقاذهم، لقد أخافتني نظراتهم حينها، ولكني لم أهتم كثيرًا، فقد جِأت؛ لأرى ما الذي يحمله لي هذا العَالِم.
دخلت النُزُلَ فوجدته ينتظرني
في وقتك
شكرًا لك
ثم سفق بيديه؛ فجاء عامل من أحد عمال المكان؛ لأخذ حقيبتي وأمتعتي؛ ليضعها في غرفتي.
يبدو عليك الإرهاق، لا تقلق لن نكثر الحديث اليوم، ولكن غدًا لدينا يوم طويل.
أخذ يحدثني في أشياء عدة عن الفلك، وكيف أصبح علومًا يُدَرَس، وعن نشأة الكون وأشياء كثيرة أظن أني قرأت عنها في بضع الكتب، ولكن حقًا كان لديه معلومات رائعة، وبعد أن إنتهينا أستأذن مني وذهب إلى غرفته، ومن بعد ذلك ذهبت إلى العامل لأسأله عن غرفتي.
عفوًا هل لي أن أعمل مكان غرفتي.
عذرًا لكن ما هو أسمك سيدي.
جيمس أريون.
حسنًا سيد أريون سيدلك روميو إلى مكان غرفتك.
حسنًا عمت مساءً.
طابت ليلتك سيدي.
بعد أن أخذني العامل إلى غرفتي صُدمت من رقم الغرفة (4444) أربعة ألاف أربع مائة وأربعة وأربعون، حقًا! ألم يجدوا أنحس من ذلك الرَقْمْ، ياال الهول زوجان من الأربعه، أربعة من الرقم أربعة حقًا، بئسًا حقًا.
في الحقيقة لم يأخذ الأمر برأسي الكثير من الوقت، فكل
ما فكرت به أنه رَقْمٌ عادي ككثير من الأرقام، ومن ثم خلدت إلى النوم.
حلمت بأشياء عدة وغريبة، حلمت أني أخترق الأرض، وحلمت أني أسبح في الفضاء، ورأيت كواكب لم أرها يومًا، وبلرغم من أنه أمر رائع أنا أحلم بأكثر ما أحب، ولكني كنت خائفًا، وكان قلبي غير مرتاح لهذا الحلم، وكأنني أعلم القادم، أستيقظت صبحًا وضهري يؤلمني من هذا السرير، فقد أعتدت دائمًا النوم على سريري المريح، وأكره اليوم الذي أبيت به بعيدًا عن غرفتي العزيزه، أستحممت وأتجهت إلى الدرج؛ لكي أذهب إلى قاعة الطعام، وكما توقعت وجدته ينتظرني، وما إن رأني، ورأى حالي، أخذ يضحك.
يبدو انك لم تنم جدًا
فقُلت محرجًا
أعتقد ذلك، إذًا لماذا أستدعينتي إلى هنا؟ أردت أن أتناقش معك عن علم الفلك، ألست تحبه؟
أخذ يحادثني من جديد عن علم الفلك وعن أشياء لم أسمع عنها يومًا، وأخذ يحادثني عن كواكب وأشياء غريبه وعجيبه، وأيضًا لم أسمع أو أقرأ عنها يوم، وفي منتصف الحديث سألني سؤالًا غريبًا لمسامعي.
أتعرف كوكب الدر أو مجرة اللميان.
لا لم أسمع عنها يومًا.
إذا أتعرف ما العلاقة بين علم الفلك والعالم؟
في الحقيقه فرحت بهذا السؤال، وجلست أقص عليه كل ما أعرفه عن علم الفلك، ولكنه قاطعني ضاحكًا.
ليس هذا ما قصدته يا سيد أريون، ما أقصده هو بماذا يتعلق العالم الواقعي المرئي بعلم الفلك.
فأخبرته بخجل
في الحقيقه لا أعمل أكثر من هذا عن الفلك
إذًا أاقصص عليك شيء غريب؟
أغرب مما سمعته؟
إذًا فلتستمع.
_______________
• بدأ الأمر منذ ثلاثون سنه كان عمري حينها عشر سنوات، كنت طفلًا شقيًا يحب المغامرة وإستكشاف، وكان جدي عالم آثار رائع، وكان دائمًا يحادثني عن الأجداد، وعن ما تعلموه من الفراعنة من خدع وتقاليد، وكان يحادثني عن أشياء عدة، ولكن في هذه المرة أخذ يحادثني عن السحر الأسود وأشياء عدة تتعلق به، وأستوقفني شيء حينها؛ حيث وجدت جدي يبتسم بتساع غريب وكأن شيء يسيطر عليه، وبمجرد أن أنتهائه عن الحديث عن هذا الأمر عاد إلى طبيعته، واستقام فورًا، وأعتذر لي، وحينها لم أعلم لماذا أعتذر لي، وبعد أربع سنوات أختفى جدي كأنه لم يكن، أختفت جثة جدي من العدم، ولم يعلم أحد أين ذهب، حققت الشرطة في الأمر كثيرًا ولم يجدو له أثرًا أبدًا، ولكن كل ما لفت انتباهي هو رمز غريب ملئ الغرفة، ولكن كلما أخبرت أحد عنه كان يخبرني أني أتوهم، وكان هذا الرمز غريب، كان رمزًا بشكل ساعة رملية، وكان ذلك الرمز يملئ غرفة جدي بأكملها، على الجدران والأرض والحوائط وجميعها، باللون الأحمر كأنما هو دماء، وفي منتصف الغرفة رسم ذلك الرمز ولكن بشكل كبير، والأغرب من ذلك أنه رُسِمَ رَسْمٍ لهيكل كجسد جدي في منتصف تلك الساعة، ولكن ما لاحظته أنه كان هُناك علامة تدل على نهاية الوقت في تلك الساعة، أي أن الرمال قد نفذت.
• ومن بعد ذلك بحثت الشرطه عنه كثيرًا، في الحقيقه لم أكن بخيرٍ في تلك الفترة؛ فقد كنت في حالة يرثى لها، فقد كان جدي يعيش معانا لمدة سبع سنوات حتى أتذكر أنني كنت متعلقًا به تعلقًا جمًّا، وكان الجميع متعلقًا به أيضًا، ولكنهم بعد مدة من الوقت نسوه واعتادوا حياتهم من دونه، ولكن الأعجب في كل ذلك أنهم نسوا أيضًا الطريقة التي مات أو أختفى بها، نعم فقد ظنوا أنه قد مات بالرغم من أنه أختفى لم يمت، ولم يصدقني أحد في كل هذا الأمر، ولكن فجأة وجتهم يزورون قبرًا يقلون أنه قبر جدي، ولكن متى ظهر هذا القبر؟ وأين؟ومتى؟
• لا أحد يدري، حاولت الإثبات أن جدي لم يمت ولكن لا أحد يصدقني، حتى أن والداي أخذاني لطبيب نفسي، ولكن بعد عدة سنوات أقنعتهم أنني قد تعافيت من منظورهم، ولكن كل ما أريده رؤية جثة جدي، صدموا لأن جثته بالتأكيد قد تكنون تحللت، ولكنهم وافقوا، أدخلاني المقبرة، ولكن ما رأيته كان أرعب ما رأيت في حياتي؛ فقد رأيت جثة جدي موجودة، ولكن منزوعة العينان وإصبع من اليد، صدم أبي وأمي أيضًا، ولكن لم يبلغا الشرطه؛ لأنهم لم يأخذوا تصريحًا لدخول القبر قبلًا.
_________________
': ومن يومها وأنا أبحث في هذا الأمر، ولقد بحثت كثيرًا وأكتشفت أشيائًا أكثر أشياء لن تتخيلها أبدًا في حياتك.
**: إذا لماذا جئت بي إلى هنا سيد ألجمتكس؟
': كل ما في الأمر أني سمعت أنك شاب رائع وأنك رغم دراستك فأنت تبحث وتتعلم أشيائًا آخرى، وقد جأت إلى هنا لأورثك علمي الذي كرثت حياتي له حتى شاب منه رأسي
**: وما هو ذلك العلم.
': في الحقيقه علم الفلك مرتبط بأشياء عدة ومنها عالم الجان والعالم والسفلي والسحر الأسود والفراعنه.
وأخذ يحدثني عن عدة أشياء غريبة وعجيبه أشيائًا لم أتخيل حقًا في يومٍ أني سأسمع عنها، ومن ثم أعطاني كتابًا منقوش على غلافة علامة الساعة الرملية، وأخبرني أن لا أقرأه في الليل.
**: أنظر يا جيمس أنا أشعر أني ذاهب إلى جدي؛ فقد أرسلوا لي علامات عدة أني سيأخدونني مثل جدي إلى عالمهم، وأظن نهايتي ستكون كجدي، وقد جائني جدي في منامي أخبرني أن أعطيك جميع معلوماتي.
ومن يوها أختفى ولم أجده، ولكني فعلت شيئًا ندمت عليه طوال حياتي.
______________
*: وما هو ذلك الخطأ؟
**: لقد قرأت ذلك الكتاب ليلًا
*: وما المشكله في ذلك؟
**: إذا فلتستمع جيدًا.
______________
• حينها قررت الجلوس المتبقي من إجازتي في ذلك الفندق، ولكن في تلك الليله كان لدي فضول لقراءة ذلك الكتاب، كنت أعلم في الحقيقه أنه ربما سيتحدث عن أشياء لم أسمع عنها يومًا، ولكن ليس لذلك الحد.
• بدأ الأمر منذ أنا فتحت ذاك الكتاب؛ فقد خرج منه دخان أسود كثيف وغريب، وشعرت بالبرودة تتملك من جسدي، وسمعت همسًا يقول أكمل، خِفت كثيرًا، ولكن أكملت القراءة، ليس فضولًا حقًا؛ ولكنني لا أريد مخالفة هذا الصوت المرعب؛ فيبدو أنه لا يريد خيرًا، أكملت وبدأت بالقرأة، وكان أول ما وقعت عليه عيناي هي بعض الجمل المريبه *(روح الظلام الذي كونته الأيام، وحُبُ النفس والظلم، والإنتقام، فإن كنت جربت كلًا من هذا؛ فأنت في هلاك، فما ستهواك النفس سيصير، وإن لم تجربه فالهلاك قادم لا محال؛ فقد دخلت لعالمي أنا، أنا روح الهلاك؛ فستهلك، ولو حاول أحدٌ منعي عنك فسأمنعه عن الرؤية مدى الحياة)*
في الحقيقه خفت وقررت إغلاق الكتاب والخلود إلى النوم، ولكن بمجرد تركي للكتاب سمعت صراخًا عاليٍ يقول لي.
♤: أقرأأأأ
كان في صوته صدًا عميق، زادت دقات قلبي خوفًا من القادم المجهول؛ فيبدوا أن القادم ليس بالهين، ولا بالمريح، فبتلعت غصة في حلقي وأكملت قرأته، فقرأت جملة أخرى أرعبتني، *( إقرأ بصوت عاليٍ؛ لكي يسمع السابقون حديثك، فهم حولك الآن ينتظرون زميلهم الجديد)
كان التلاصم عجيبة، ولكني أستطعت قرأتها، ولم أشعر بالغرابة، فربما قد تعودت، وأكمل وكان أول ما قابلته في الصفحة الثانية، *( رمز الساعة هو رمز لبعض الجان الذين كرهوا حبسهم فقرروا أنهم سيختارون أحد المخترين كل مدة مقدرة ليكن عليه أمر التضحية)*
فجال في عقلي سؤال، وليتني لم أفكر به وكان ذلك السؤال هو.
**: ماذا أيروننا ألعاب بين أيديهم.
ومن ثم عم الصمت لثواني، ولم يتبقى غير صوت الرياح العاتيه، ثم سمعت همسات لم أفهمها وتوسلات كثيرةٍ لأُناس مختلفين، وصراخ وبكاء مرعب وعظيم.
• ♤: أجل أنتم تحت أمرة سيدي، وإن لم تستمع إلى ما يقول، وتلتزم الصمت؛ ستعجل هلاكك.
• كان صوته كفحيح الأفعى، وكدت حقًا أبلل نفسي من الرعب، ولكني تمالكت نفسي، وأكلمت القرأة في صمت، فأكملت( في العصور الوسطى بدأ الأمر وكانت فكرة السيد ألخدون أحد أحفاد لوسيفر، وقد فعل هذا لإحياء أبنته الكبرى كريستيل؛ فقد كانت اسمًا على مسمى فقد كانت هادئةً دائمًا، تكره الشر، وتعشق الخير، حتى أختتطفها جدها لوسيفر وأرسلها للعيش من صديقه العزيز ساتان، ومن يومها غيرة اسمها لكريستنال، فقد أصبحت كالجوهرة السوداء يملأها الحقد والإنتقام، ولذلك أصبح ألخدون يضحي بكل مختار على مدى الأزمنة حتى يستطيع إيقاظ ابنته)
صدمت قليلًا فقد قرأت الكثير من الأساطير ولم أسمع بمثل هذا الأمر من قبل، ولكني أكملت( طقوس الإفداء
1- إختيار المخاتر القديم للمختار الجديد عن طريق المختار الذي قبله)
**: أوه مثلما فعل جد السيد ألجمتكس.
ثم أكملت بإرتعاب
**: إذًا.....إذًا أانا المختااار ..!؟
أكملت وأنا ألعن نفسي لعدم تفكيري في هذا الشيء البديهي.
( 2- أن يكون المختار شابًا أو طفلًا فلا يمكن أن يكون هذا المختار عجوزًا)
**: أوه يال شبابي الذي سيضيع سودًا.
ولكن فجأه صمعت صوت أنثى صارخ يقول لي.
♡: فالتكمل أيها الأحمق.
أكملت وأنا أرتجف من الرعب.
( 3- أن يكون ذو قلب نقي خالي من الخطايا السبع.
4- أن يكون جاهلًا لا يعلم شيئًا عن العالم السفلي.
5- أن يكون رجل، أو فتى أي مذكران)
**: لحظة واحده لقد سمعت صوت إمرأة منذ ثوان.
♤: أمم أجل أجل لقد كانت مرأةً متنكرةً في هيئة رجل فأخطأ المختار بها.
أكملت القرأة بهدوء غريب( عند التضحية بالمختار يقتلع عيناه من مكانها، وعند إختياره يمنع عليه النظر في المرأة، و...)
وقبل أن أكمل أسكتني صوت أشخاص عدة يقولون لي في صوتٍ واحد. أصمتتتت فصمت. أسمع أيها المختار الجديد عليك ترك هذه البلدة بأسرع وقت ويمكنك فقط العودة عندما تختار المختار القادم. فجمعت جميع أغراضي ولم أنتظر إلى الصباح وهربت من تلك البلدة وتركت ذلك الكتاب على الطاولة في الغرفه ظنًا مني أنني سأترك كل شيء
__________________
كل ذلك حصل معك ولكن ماذا بعد ذلك؟ أكملت بسخريه.
وجدت الكتاب بداخل حقيبتي، ومن بعد ذلك بحثت وبحثت ووجدت ما كنت أبحث عنه. ماذا وجدت؟ وجدت أنهم يقتلعون العيون؛ لأنهم يظنون أن الأعين تحتفظ بشكل قاتلها، ولا يكنني النظر في المرآة؛ لأنها ستحتفظ بشكلي داخلها، وربما يحفظ شكلي بداخل عقول الناس. أوه رائع، ولكن لماذا تخبرني بكل هذا؟ وماذا تبتسم هكذا؟ صوت غريب ومرعب خرج من فم جيمس. لأنك المختار الجديد، فقد أختارتك الأميرة كريستنال بنفسها، يا سيد جون. ومن ثم أختفى جيمس من الوجود.
النهايه.
ڪ/ ملك هشام بكير "رانسي"