خَلف جدران النَفْس

 خَلف جدران النَفْس



في ديجورِ الليل والماضي عالقة، كظل يبحث عن روحه، بلا أنيس في الزلفةِ، والشجن يبتر خافقي، من أعسان الحيف تئن الترائبُ، النَفَسُ على جرف الهاوية كاد أن يغادر، وكأنه يهرب من شيءٍ ما بداخلي، والروحُ نسجت بأغلالِ الواقع، كعصفورٍ في القفصِ مأسور، وإن حُرر فجناحه مكسور، كيف يُحلقُ بجناحٍ واحد؟ وما الفائدة من تحريره؛ فهو لا يستطيع التحليق؟ الحياةُ حقل من الشوك، يسودها الفساد الذي يمزق النقاء، والجور الذي يطغى على الأضلعِ، وإن رحل الظلم يومًا؛ فقد انطفأت شموع روحي، وشغفي للحياةِ قد أفل، داعرٌ ترك خلفه ذكرياتٍ مريرة كالحنظلِ، ليته ببعده يضمحل، لقد أحاطني السهاد؛ فحمله على قلبي وبيل، بصرف النظر عما وقع بي، إن ظن بذلك أنه سيأسرني؛ فقد اختَبل، لست غضة، بل أنا كالماس، كلما مرت به الشدائد، يزداد قوة وبريقًا، سأظل ألمع مهما عصفت بي النوائب، أسير ولي طريقًا، كفى بذكر الله عزاءً يُنير ظلمتي، وجَلَبَة النفسِ ما لها إلا نظرة تعانق السماء بها، سأترك العين تحلق بجفونها، تنفض غبار العالم عنها، وتحكي لربها، قائلة: إن ضاقت الأرض؛ فالسماء لي ستَتسِع، وإن كسرني العالم؛ فعقيدتي تجعلني أعود أقوى من ذي قبل.


آية عبدالرزاق

إرسال تعليق

أفرحنا بتعليقك هنا

أحدث أقدم