لتنتهي ذڪرياته معه للأبد.

 لتنتهي ذڪرياته معه للأبد. 




ها هو الأن يحملُ والده فوق ڪتفه، يُعاونه أقرباؤه في المهمة الأصعب في تاريخ حياته، حمله ثم وضعه في رُڪن من أرڪان المقبرة؛ لتنتهي ذڪرياته معه للأبد. 


ڪان يعيش رامي في ڪَنِف أبيه، ڪان يحبه ڪثيرًا، وڪذلك الأمر من طرف الأب، ڪان أبوه يعمل مُزارع، حيث ڪان يعيش في قرية من قُرى الريف، ڪان يعمل طيلة النهار، ليعود ليلًا مُنهَك من العمل المتعب، يلاقي رامي أبيه بحضن حنين، يُنسي ڪلًا منهما تعبهما خلال الساعات الماضية، ڪان رامي طالب في الثانوية العامة، ڪانت السنة الأهم في حياته، ڪان يُذاڪر بجد ليلًا ونهارًا. 


في ليلةٍ مُبهجة على كليهما، حيث ڪانت والدة رامي متوفية، ظهرت نتيجة رامي، واجتاز المرحلة الثانوية بمجموع 97 بالمئة، دخل جامعة الطب وبدأ بالدراسة، ڪان يذهب للجامعة نهارًا، ويذاڪر محاضراته ليلًا بالإضافة للجلوس مع والده لبعض الساعات، يتسامران، يسود الحب والحنان بينهما، تسير حياتهما في النحوِ المطلوب. 


وإذا فجأة تقع الصاعقة فوق رأس رامي؛ حيث مات أبوه فجأةً وهو في الحقل، بداية جديدة مؤلمة لرامي.


ولكن لن تنتهي الحكايةُ بعد، سيواصل رامي نجاحه، سيواصل ما بدأه، سيواصل لكي يُسعِد أبيه في قبره، هذا هو النجاح المطلوب، لا بُد أن يكون مصبوغ بعزيمة ومُثابرة، بدأ رحلة الكفاح من جديد، حصل على امتياز في جميع سنواته في الجامعة، تخرج وحصل على منحة لبلاد الخارج، ليبدأ فصل جديد من قصة رامي. 


عاد رامي بعد قضاء سنوات منحته وعمل طبيبًا في الڪثير من المستشفيات الحكومية، حتى أصبح لديه عيادته الخاصّة به، لم ينسَ رامي زيارة أبيه في ڪلِ شهر، ولم يفوته الاحتفال معه بأي إنجازٍ جديد، بعد سنوات عِدة عاد رامي لقريته، افتتح عيادة بها، وتزوج من أختِ رفيقهُ، وعاشا حياةً يسودها الحب والسڪينة. 


عفـاف عُثمانــ🦋

إرسال تعليق

أفرحنا بتعليقك هنا

أحدث أقدم