ندمٌ على عرشٍ من دم

 ندمٌ على عرشٍ من دم



ما أشدُّ أن تكتشف في وهج الغضب، أنَّ اليد التي حملت السيف قد حملت الفقد، أنَّ القوةَ التي حكمت الشعوب عجزت عن صون الأحبة. هنا، بين أنفاسٍ مثقلة بالندم، وبين جسدٍ هامد خطفه الغضب تنكسرُ هيبة الملك وتُسقط معها تاج الكبرياء؛ أي لوعةٍ هذه التي تجعل الصرخة حبلاً يلتف حول الروح، وأي عذابٍ أشدُّ من أن تكون أنتَ قاتل مَن تحب؟ في حضن الأب القاتل، لم يعد الابن يرقد فقط؛ بل يرقد التاريخ مثقلاً بعنفٍ لا يُعيده ندم، وبألمٍ لا يخففه اعتذار، إنها مأساة الإنسان حين تسوقه القوة إلى الظلم، والغضب إلى الهاوية؛ فهذه لوحةٌ من الألم، ترسم حقيقةً واحدة: ليس الملك بمنأى عن الضعف، وليس البشر بمنأى عن الخطايا. فهل للندم سلطانٌ يشفع؟ أم أن الدم المسفوح يُثقل الروح إلى الأبد؟


نسمة علي محمد  /آسرة القلوب

إرسال تعليق

أفرحنا بتعليقك هنا

أحدث أقدم