آنين في سجون الحزن

 

آنين في سجون الحزن


وإني لأهيم بكل الوجوه؛ فـأراها عابسة، أسيرة للحزن، لا يغدو فيها للفرح مكان، أراها تحتضن اليأس، جاثية الأرواح، تسير مترنحة تحت ثقل الأيام، تزحف فتخرّ دمًا من وطأة السنين، أتمعن فيها، فتُغمضُ الأعين سريعًا، وكأنها تخفي خلف جفونها براكين ثائرة، نيران لا تهدأ فقط تتآكل داخلها في صمت،

 وجوهٌ يعتريها الفقر، تذبحها الذلّة بسكين الاتهام، يجلدها الصمت بسوطه دون شفقة، تلتهمها الأيام، تنهش ملامحها حتى تبهت، حتى يغدو الوجود أثقل من أن يُحتمل، 

فيا زمن، رفقًا بقلوب تصرخ، فلا تجد لصوتها صدى إلا داخلها، رفقًا بأناسٍ يغتصبون ابتسامة ليغشّوا بها أوجاعهم، بأرواحٍ تجثو طلبًا للنجدة، بينما ظاهرها ساكن، ثابت، هادئ، كهدوء ما قبل الانهيار، كأن الحياة ضريبة أو عقاب، والنجاة منها رفاهية لا تُمنح إلا لمن دفع الثمن، كأن الحزن ميراث يُورَّث، والوجع حقٌ مكتوب على جبين البسطاء، كأن الهواء يُقسَّم، والأمل محجوزٌ لمن استطاع إليه سبيلا، 

فيا أيها العابرون في طرقات الحياة، تمسكوا بقلوبكم جيدًا ، فقد تسقط فتدهسها الأيام دون أن تلتفت وراءها. 


گ/ أماني محمد"حور"

إرسال تعليق

أفرحنا بتعليقك هنا

أحدث أقدم