بين دفتيّ الكون

 بين دفتيّ الكون



على صفحات هذا الكتاب، لم تكن الحروف مجرد سطور عابرة، بل بوابات إلى مجرات بعيدة، كأنها تعبر بي نحو عوالم لم تطأها قدم، حيث تتشابك الكلمات مع خيوط الضوء، فتتسرب المعاني إلى فضاءات لا تحدّها القوانين هنا، تمتد الأرض بجلالها، تحيط بها الكواكب كعقد مرصّع بنجوم تلمع في صدر السماء، القمر، رفيق الليل الحالم، يبدو كعين ترقبني من بين الأحرف، وكأنها تدعوني إلى الغوص في أعماق الحلم، إلى أن أتيه بين أزقة الخيال وأتوسّد مخمل السديم، في يدي وردة أرجوانية، كأنها زُرعت في تربة الليل، ممتدة بجذورها في ذاكرة الكون، أراها تبتسم لي، تتفتّح بين السطور ككلمة لم تُكتب بعد، تنتظرني لأمنحها صوتًا يتردد بين النجوم، أي سحر هذا الذي يجعل الكتاب نافذة للكون، والفكرة مركبًا إلى اللاحدود؟ أي لغة تلك التي تفتح عوالم لا يسكنها إلا من يملك خيالًا جامحًا وقلبًا يعشق التيه في دهاليز الحروف؟ ربما الكتب ليست مجرد أوراق، بل بوابات، ومن يمتلك مفاتيحها، يستطيع أن يعانق المجرات بقلبه، حتى وإن ظل جالسًا بين أغطية سريره، يتوسّد الحلم وينظر إلى السماء من بين دفتي كتاب.


کـ/ شمس سيد

إرسال تعليق

أفرحنا بتعليقك هنا

أحدث أقدم