ها هي الأرض

ها هي الأرض، كما لو كانت شبحًا تاه في حلم قديم، تنبض بأنفاس الوهم، وتتلاشى بين نبضات السكون، لا معالم تُرجى، لا ظلال تُؤنس، رقعة من اللامكان تمتد بلا انتهاء، كأن الزمن نفسه قد علق على حافة غفوة أبدية، عاجزًا عن التنفس، مثقلاً بأثقال الصمت، عند تلك الومضة المعلقة بين دقيقتين متهالكتين، تقف عقارب الوجود وجلّة، تتأمل خواءً صارخًا لا يُفسَّر، وكأن الكون قد عزم على نسيان نفسه، كل شيء ينكمش، ينحني أمام عظمة الانطفاء، الأشياء تفقد أسماءها، والمعاني تتبخر في خضم اللاجدوى، فراغ مترهل يبتلع الحنين، وريحٌ تتحدث بلغة لا تُفكك، تتلوى الظلال على أطراف السكون، كأنها ترقص رقصة ندم قديم، هو ذا الوقت وقد فقد صوته، غدى هيكلًا شفافًا يترنح في متاهة لا رأس لها ولا ذيل، العالم هذا الكائن العتيق، يتهالك في حضن الغموض، يتهامس مع نفسه بأصوات لا تُسمع، يكرر احتضاره بلا توقف، كما لو أن النهايات قررت أن تسكنه بلا استئذان.

گ آية شورة سكون