ظِلال الربيع الضائع

 ظِلال الربيع الضائع



ما بالُ تلك العيونِ الذابلة؟ ألم تكن بالأمسِ زاهرةً نافعة؟ ما بالُ الدنيا لعمرها اليوم سارقة؟ أَيَشيخُ المرءُ بليلةٍ خانقة؟ وما بالُ تلك اليدِ الراجفة؟ بالأمسِ نظرتُها للورودِ مُمسكة، وللحبِّ والحياةِ حاضنة، ما بالُها اليوم ساكنة؟ ألم تكن بالأمسِ خلف الفراشاتِ راكضة؟ ما بالُها اليوم لشبابها نازعة، مُرتديةً ثوبَ الهرمِ باكرة؟ أهي الحياةُ القاسية؟ أم حُبٌّ أوحى سرابًا كاذبًا؟ أم هي أحلامٌ من بين يديها تسرَّبت وتبخَّرت؟ أم هي نقطةُ حبرٍ أسودٍ سقطت على صفحتها البيضاء فلُطِّخت، وأضحت على ذاك الملاكِ مستحوذة، وعلى عالمها المُمتلئ بالورودِ مُحتلة؟ فأصبح الظلام اليومَ مسكنها، والخوفُ حاضنها، واليأسُ مالكها، وأضحى الفؤادُ للحياةِ مُودِّعًا، مُنتظرًا، مُتسائلًا: هل يعودُ الشبابُ بعد العجزِ يا تُرى؟ أم أنَّ سرَّ الخالقِ في الحياةِ قادرٌ على إعادة النورِ في القلوبِ المظلمة؟ وهل الندى على الزهورِ في الصباحِ يعيدُ ألوانَها الزاهية؟ أم أنَّ بذورَ الحياة وإن ذبلت، تحملُ في أعماقها وعدًا بأن الربيع آتيا؟ أم أنَّ الأملَ في قلبِ العاشقينِ يظلُّ حيًا، رغمَ السنينِ الراحلة؟


 أماني محمد "حور" 

1 تعليقات

أفرحنا بتعليقك هنا

أحدث أقدم