*اعتياد*
_جاروا عَلَّيَ، وَلَم يوفوا بِعَهدِهِمُ_
_قد كُنتُ أَحسَبُهُم يوَفونَ إِن عَهِدوا_
اليوم، بحثت في بعض الرسائل القديمة، وصور أحتفظ بها عندي، ومن بين الرسائل والصور وجدت رسالة تقول: "إلى الأبد يا سكر".
تذكرت ذلك اليوم، وممن كانت تلك الرسالة التي حفظتها كجملة وصورة؛ لتكون ذكرى جميلة، ذكرى أرسلها له بعد سنوات، وأقول: لقد وفيت بالوعد، ولم تخذلني، في ذلك الحين لم يُخيل لي أن أطعن في ظهري ممن سلمته سيفي ودرعي؛ ليدافع عني! لم يُخيل لي أن يُلطخَ سيفي بدمي!
قبل أن أكمل، وددت أن أعدك أن تكون هذه رسالتي الأخيرة لك، هذه المرة، أكتب لك ولا يوجد دمع على خدي، لأول مرة لا أسأل: كيف حال قلبك بعد فراقي؟ ولم أبدأ رسالتي بكلمات إعتدت قولها لك، وهنا أُعلِن أن قلبي لم يعد يريدك، كره ذلك اليوم الذي تلاقت عينايَ بعينيكَ، تمنى لو لم نلتقِ يومًا، لقد توالت سياط الظلم عليه منك، لقد انصهرت ثقتي في كل من حولي، وتحطمت الآمال، وكسر الوفاء، والآن... يبحث قلبي عن الوفاء، وفاءٍ أضاعه أصحاب العهود الكاذبة مثلك.
رحلت دون أن تخبرني كيف أتخلص من حبك، دون أن تعلمني كيف أكف عن الاشتياق، وكيف تزول صورتك المثالية من ذهني، لكنني تخلصت من حبك بمفردي، وحرمت قلبي من الاشتياق، وزالت صورتك المثالية مع خروجي من صدمة انقلاب الموازين، استطعت أن أعلم قلبي الكبرياء من بعد أن نكثت عهودك ونزعتَ قناع وجهك.
أتعلم؟ في البداية، تمنيت لو انتهت قصتنا بشكل مختلف، لو أنك إخترتني وبقيت بجانبي، لو أنك حاربت من أجلي، لكن الآن، أنا ممتنة لتلك الأسباب التي أظهرت حقيقتك، هي مؤلمة، لكنها أفضل من أن عيش مع شخص جحود للجميل، لقد كان غدرك مستترًا، رغم إحساني لك.
في الختام أخبرك أن أفعالك كسرت تلك المعَزَّة التي كنت أكنُها لك، لكنها لم تكسرني أنا، أنا لم أخسرك، لكنك خسرتني إلى الأبد، ربما لا تدرك خسارتك الآن، لكنك حتمًا ستدركها عندما تراني بعد أعوام ونحن نمر من جانب بعضنا، حينها ستلتقي أعيننا، نمر وكل منا يعرف الآخر أكثر من نفسه، ماذا يحب، ماذا يكره، وأي لونِ يفضل، والمدهش أننا سنكون في ذات الوقت غرباء.
> تـسنـيـم صـدقـة «نِـجـمَـة».
تحفة تسلم ايدك يا قمر ♥