صَخَبُ الضَّيَاع
وهل يأنسُ المرءُ بضوضاءٍ تُثقلُ قلبه، أم أن الضوضاء ليست سوى انعكاسٍ لصخَبِ روحه؟ عقلٌ مشوَّش، وقلبٌ مُهمل، وكأنّه خارج الزمن، لا هو حيٌّ بما يكفي ليشعر، ولا ميتٌ فيُنسى. كيف له أن ينسج خيوطًا تحميه من هذا التيه، وهو لا يدري إن كان ضائعًا أم أن الضياع هو من يسكنه؟ كيف يكتبُ حكايةً عنوانها "إنسانٌ مُشوَّه"، وهو لا يعرف إن كان التشوّه في ملامحه، أم في عينيه اللتين اعتادتا رؤية كل شيءٍ مكسورًا؟
يستمعُ إلى وقع الخطى، ولا يُبالي. لا يعرف إن كانت خُطاه، أم أنه مجرد ظِلٍّ يمشي على حافة الفراغ. جسدُه قيد، وعقلُه زنزانة، وقلبُه يتهاوى في صمتٍ ثقيل. تُرى، هل الصمتُ مهربٌ، أم أنه آخر مراحل الاستسلام؟
رنا حمادة|